ميرزا: ما ستحققه البشرية خلال عام يفوق ما أنجزته في عقد من الزمان
تحت رعاية وزير الكهرباء والماء الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا، بدأت صباح أمس فعاليات المؤتمر القيادي الدولي السنوي لجمعية الإداريين البحرينية. وجاء مؤتمر هذا العالم الذي تستمر جلساته حتى مساء اليوم الأربعاء، تحت عنوان «التميز في القيادة في عصر التحول الرقمي»، وذلك بمشاركة أكثر من 150 من القياديين والإداريين من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والأوروبية.
وناقش المؤتمر عددا من الموضوعات والمحاور القيادية المرتبطة بالتحول الرقمي في عصر (الرقمنة) وانعكاسات ذلك على أداء القادة والمديرين في مختلف المؤسسات والقطاعات، إلى جانب إعداد وتمكين المرأة والشباب للمرحلة الرقمية، وتحقيق مفاهيم القيادة من الرؤية إلى الرقمنة، والقيادات والتحول الرقمي من منظور التنمية المستدامة.
وفي كلمته بالمؤتمر، أشار وزير الكهرباء والماء الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا إلى أن موضوع التميز القيادي في عصر التحول الرقمي هو موضوع مهم للغاية نظرًا إلى الطريقة التي يتفاعل بها عالمنا اليوم في ظل الثورة التكنولوجية والرقمية.
وركز الدكتور ميرزا على متطلبات القيادة في العصر الرقمي الحديث، مشيرًا إلى أن القيادة والمعلومات من جانب، والتحول الرقمي من جانب آخر يرتبطان بشكل وثيق، ما جعل تبني التحول الرقمي في مختلف المواقع القيادية أمرا أساسيا في هذه المرحلة ومرتبطا بكل جوانب حياتنا بما فيها الصحة والتعليم والإدارة وغيرها.
وتساءل الوزير: ماذا سيحدث لو توقفت أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية عن العمل؟! سيعني ذلك شبه شلل في الحياة اليومية في جميع القطاعات، الأمر الذي يعكس أهمية التركيز على التكنولوجيا في مختلف المجالات بما في ذلك الجانب القيادي. وكلما استجبنا لمتطلبات التحول الرقمي بشكل مبكر كلما تحققت الأهداف بشكل أكثر سلاسة وفاعلية.
وأكد وزير الكهرباء أن البحرين بفضل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة وفي مقدمتها جلالة الملك، استجابت بشكل مبكر لمتطلبات التحول الرقمي واستفادة مما يوفره من مميزات كبيرة، حيث تم اتخاذ التدابير اللازمة مبكرا إيمانا بأهمية التكنولوجيا والتحول الرقمي من أجل المنافسة والبقاء في المقدمة دائما.
واستشهد وزير الكهرباء بعدد من الإنجازات في هذا الجانب منها تطبيق الحكومة الإلكترونية الذي يعتبر نقلة نوعية في إنجاز المعاملات الرسمية ويوفر الوقت والجهد بشكل كبير، وكذلك جهود اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وعضوية الوزراء المختصين، حيث خطت خطوات واسعة في هذا المجال وفق الخطة المرسومة للرؤية الاقتصادية للبحرين 2030.
من جانب آخر تطرق الوزير إلى عوامل نجاح القيادة الرقمية ومن ذلك الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والاستفادة مما توفره من مميزات، ومواكبة التطورات بشكل مستمر، والانفتاح والتواصل مع الآخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن ما حققته البشرية في مجال التكنولوجيا خلال المائة عام الماضية يفوق بأضعاف ما تحقق خلال ألف سنة. وما تحقق من تطورات خلال السنوات القليلة الماضية يفوق بأضعاف ما تحقق خلال قرن من الزمان. وما سيتحقق في سنة واحدة يفوق ما تحقق خلال العقد الماضي. بعدها ألقى رئيس مجلس إدارة جمعية الإداريين البحرينية الدكتور عادل حمد كلمة ركز خلالها على ما قد يفرزه التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي من تحديات قد يكون لها انعكاسات سلبية من جانب آخر، ومن ذلك التأثير سلبا على العلاقات الشخصية بما فيها العلاقات الزوجية والاسرية، بل إن استخدام التكنولوجيا بشكل سلبي قد يقود إلى تحطيم العديد من العلاقات الاجتماعية، الأمر الذي يستوجب الاستفادة مما تقدمه التكنولوجيا من مميزات مع الالتفات إلى الجوانب السلبية التي قد تحملها هذه التكنولوجيا في طياتها.
وقدم الدكتور عادل حمد شكر الجمعية للدكتور ميرزا على دعمه ورعايته لهذا المؤتمر القيادي السنوي انطلاقًا من حرصه على تحقيق الأهداف المنشودة من إقامة مثل هذه المؤتمرات لشريحة واسعة من طبقات الإداريين في مختلف الجهات والمؤسسات الإدارية.
من جانبه شدد رئيس المؤتمر المهندس عبدالرحيم فخرو في كلمته على أهمية الاستعداد بشكل مبكر للتحول الرقمي الأمر الذي يسهم بشكل إيجابي في تطوير أداء القيادات في مختلف المنظمات والقطاعات. وقال إن عنوان هذا المؤتمر يعكس أهمية التحول الرقمي في القيادة وتأثير ذلك ليس على الجانب الاقتصادي فحسب بل في مختلف المجالات بما فيها السياسية والاجتماعية والصحية وغيرها.